وكانت هذه بداية عفتي .........
إن من أبرز صفات المسلم التي يجب أن يتحلى بها ، و أن تكون منهج لحياته ، هي العفة ، تلك الصفة التي فقدت من الكثيرين وغابت عن أقوام آخرين ، فأصبحوا يتخبطون في لجج المعاصي ، ويخوضون في بحر الذنوب.
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويقول \"اللهم إني أسالك الهدى والتقى والعفاف والغنى\"
إن العفة :هي أن تكف عن كل عمل قبيح ، وكف النفس عن محارم الله عز وجل في كل شيء في المأكل والمشرب والملبس وفي غيرها ، وأن تمنع نفسك عن الشهوات المحرمة وملذات الدنيا الفانية.
وللعفة أنواع :- عفة الفرج ؛عفة النظر؛عفة البطن؛..........
عندما نتحدث عن العفة يتبادر إلى الذهن البعد عن الفاحشة وأسبابها ونغفل عن أن هناك نوعا آخر من العفة نشكو فقدها وقلة الإهتمام بها .. إنها عفة اللسان .. ذلك السلاح الذى به نقتل أو نحيى ، اللسان الذى قد يكون مثل الحية تنقث سما قاتلا ، أو كالشهد المصفى والعسل المذاب يبشر عطر الإيمان فى الأرجاء
في حديث سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال:( قلت يا رسول الله: حدثني بأمر أعتصم به . قال: قل ربي الله ثم استقم . قلت يا رسول الله: ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: هذا )
تصوروا إنسانا بدون لسان...كيف كان يكون بين الناس ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تصوروا إنسانا بدون شفتين...كيف كانت تكون صورته ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يقول تعالى و هو يمن على الإنسان نعمة اللسان و الشفتين: " ألم نجعل له عينين و لسانا و شفتين" (البلد 9)
فالحمد لله الذي جعل للإنسان لسانا وشفتين. لسانا وسيلتنا إلى الكلام و التواصل مع الناس، و شفتين لا يتم بدونهما جمال الوجه فضلا عن أنهما مخارج العديد من الحروف.
إن ثواب عفة اللسان عظيم :
-يقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه \"من يضمن لي ما بين لحييه ، وما بين رجليه أضمن له الجنة\" ............ فهل تريد الجنه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- في حديث عبد الله بن عمر رضى الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \"أربع إذا كن فيه فلا عليك ما فاتك من الدنيا : حفظ الأمانة ، وصدق حديث ، وحسن خليقة ، وعفة في طُعمه\"
وكما أن الثواب عظيم فعاقبة ذلل اللسان شديدة:
-وفي الحديثا الذي يرويه أبو هريرة ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار ) صحيح أخرجه الترمذي
-وكما ثبت في حديث معاذ الطويل الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ( ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت : بلى يا رسول الله . فأخذ بلسان نفسه ثم قال: كُفَّ عليك هذا . قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به. فقال: ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكبُ الناس في النار على وجوههم - أو على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم)
- والمفلس كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم وهو:\"." من يأتي يوم القيامة بصلاة و زكاة و صيام، و قد شتم هذا و قذف هذا و أكل مال و سفك دم هذا و ضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته و هذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار(رواه مسلم).....
هل إتخذت القرار؟؟؟؟؟؟ أم ما زلت تفكر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
من صور عفة اللسان :
" الصدق"
قال اللَّه تعالى : {يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللَّه، وكونوا مع الصادقين}. (التوبة 119)
عَنْ ابن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: إن الصدق يهدي إِلَى البر وإن البر يهدي إِلَى الجنة؛ وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند اللَّه صديقا، وإن الكذب يهدي إِلَى الفجور وإن الفجور يهدي إِلَى النار؛ وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند اللَّه كذابا> مُتَّفّقٌ عَلَيْهِ.
" ترك الغيبه والنميمه "
" و لا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكموا أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه، و اتقوا الله إن الله تواب رحيم" (الحجرات)
"ترك السب والقذف والقبيح من القول"
" ترك ما لا يفيد من الكلام"
عن ابي امامة رضي الله عنه قال...قال رسول الله صلي الله عليه وسلم .." انا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وان كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وان كان مازحا وببيت في اعلي الجنة لمن حسن خلقه " صحيح سنن الترمذي
كيف أستعين على ذلك كله؟
بذكر الله عز وجل: يقول تعالى خالق اللسان و الشفتان: " يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا" (الأحزاب 41))
أسال الله تعالى الهدى والتقى والعفاف والغنى وأن يجعلنا من عباده الصالحين ، اللهم ارزقنا العلم النافع والعمل الصالح ، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان ، اللهم اهدي ضالهم ورده إلى الحق رداً جميلاً.
"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيم"
لسانُكَ لا تذكرْ بِه عَورةَ مُسْلمٍ فكُلُّكَ عـوراتٌ وللناسِ ألسُـنُ
وعَينُكَ إنْ أبْدَتْ إليكَ مَسَاوئاً فصُنْهَا وقل يا عينُ للناسِ أعيُنُ
0 التعليقات:
إرسال تعليق